الجمعة، 12 فبراير 2010

هنا القاهره



قد تستيقظ في صباح مبكر في يوم من أيام القاهره على صوت إرتطام مقدمة سيارة بمؤخرة السيارة التي أمامها فتسمع صوت صاحب السيارة الأمامية وهو يصرخ في صاحب السيارة الخلفية : يخرب بيت اللي جابوك يا شيخ مش تفتح يابن ال..... انت اتعميت عالصبح فلا يكون هناك رد من صاحب السيارة الخلفية إلا أن يقول لصاحب السيارة الأمامية : انت اللي حمار وابن ..... في حد يقف مرة واحده كده ... ايه ماشي في عزبة امك ??
فلا يسعك إلا أن تفتح نافذتك لتخرج برأسك وتقول : الله يخرب بيوتكم في ناس نايمة يا ولاد ال.... يا بهايم

أو تكون عائدا من عملك في ساعة متأخرة جدا من الليل بعد يوم عمل مضني وشاق تبحث عن الفراش بعيونك التي تكاد تسقط على بعضهما وأنت تخلع ملابسك لتخلد إلى النوم وما أن تدخل إلى فراشك وتبدأ عيونك في إغلاق أبوابها إيذانا ببدء نوم عميق حتى تسمع صوت مجموعة من الشباب الضاله من نفس نوعية الكلاب الضاله تسير في الشارع أو تقف أسفل نافذتك يضحكون بصوت عال جدا ويكتشف أحدهم بأن صديقهم (كيشو) قد تخلف عنهم فتجد أحدهم قد رفع قعيرته يقول : كيشو انت فين يابن ...... ما تنجز ياعم الزفت
وتجد كيشو يبادله الرد : استنى يا حيلة امك بجيب سجاير من الكشك
ويطير النوم من عينك بسبب صوت كيشو وحماره عفوا كيشو وصديقه

أو تحاول النوم مبكرا لأن غدا ينتظرك يوم شاق من العمل فتجد إنسيا لا تستطيع أن تصنفه من أي نوع هو (فلا هناك رجالا بهذه النعومه ولا هناك نساءا تنبت لهم لحيه) تجده يقف أسفل نافذتك فاتحا ابواب سيارته ليصدر منها أعلى صوت ممكن لأغنية مطرب الجير (هي دي طيـــــــــــــــبة قلبك) حتى تسمعها صاحبة الطيـــــــــــــــــبة التي تسكن في النافذة التي تعلو نافذتك ويمكنك حينها أن تفتح نافذتك لتقول له ( أمك على أم طيبة قلبها )

أو تكون أحد سكان الدور ثاني والذي يبدأ من عنده مصعد البناية التي تسكن فيها فتجد أحدهم عائدا في وقت متأخر هو وزوجته التي نغصت عليه عيشته فلا يكون منه إلا أن ينغص عليك عيشتك أنت أيضا بصوته وهو يقول لها : يا ولية انتي مبتبطليش زن عايزة كل حاجه في نفس الوقت انهدي يخرب بيتك... أما هي تلك الملاك البريء فما يكون ردها إلا أن تقول له بنعومتها المعهوده له يخرب بيتك انت راجل معندكش دم كان يوم اسود
ولن يلومك أحدا إذا قمت بفتح باب شقتك لتقول لهم الله يخرب بيوتكم انتوا الاتنين صوتكم صحى البيت كله

أو تركب إحدى المواصلات العامه وتجلس في مقعد منفصل من تلك المقاعد الاحاديه حتى لا يلتحم بك شخص عديم الاحساس بخصوصيات الاجساد ... فتجد من هو خلفك قد صرخ هاتفه بأغنية عبد الباسط حمودة ( أنا مش عارفني انا توت مني) فيجيب بلهفه وصراخ وفمه يلتصق بأذنيك .. أيوه يا حاج عزمي والله واحشني انت فين يا حاج .. عباس ؟؟ دا عيل ناقص يا حاج .... لا لا انا روحت له وهو اللي مجاش
فلا يسعك إلا أن تلتفت له لتقول له ( أبوك لأبو الحاج عزمي في ساعه واحده)

أو يحدث لك كل هذا في يوم واحد فلا تفعل إلا أن تحزم حقائبك بحثا عن مهرب من القاهره إلى أي مكان آخر في جمهورية مصر العربية

بالنسبة لي ... سأفر إلى الزقازيق