بعد أحداث عديدة بدأت حملة نظمها مجموعة شباب على الفيس بوك تحمل اسم ( أنا مصري ... انت مين؟؟ ) كنوع من الفخر الكاذب ومحاولة التقليل من شأن من اعتدوا على المصريين في الخرطوم
وبدات الرسالة تصل لي بمعدل 5 مرات في اليوم الواحد من 5 أفراد مختلفين إلى أن وصلت لي بعدد 96 مرة أي أقل من عدد من هم متواجدون لدي بجزء بسيط
والرسالة بالتأكيد يعرفها من يقرأ كل هذا الموضوع فهي تبدأ ب (أنا جائزة نوبل في الادب .. انت مين ؟؟ ) ومضاف عليها نجيب محفوظ
والصور تباعا تباعا مرورا بجمال عبد الناصر والسادات ثم صورة مبارك كقائد حكيم ... انت مين ؟
فبين عشية وضحاها أصبح الرئيس من وجهة نظر 96 فرد داخل قائمة عشوائية مكونة من 103 فرد قائد حكيم بينما لم يكن رأي المصريين كذلك قبلها بأيام وليس هذا محل حديثنا
ولكن هل نحن حقا مصريون اليوم نصنع المعجزات ؟؟؟؟ هل نحن حقا نختلف عن الشعوب الأخرى ومتميزون التميز القاطع
انا لا اتحدث عن الفراعنة فأنا لست أحمس ... ولا أتحدث عن من طاردوا التتار فلا أعرف لي فيهم جدا ولم اكن متواجدا ... ولا أتحدث عن من ذهبوا للجزائر لمناصرة المقاومة فلم تلدني أمي في ذلك الوقت ... ولا أتحدث عن من حاربوا في 73 فلست أنا عمي الذي حارب ضمن من حاربوا
انا أتحدث عن نفسي اليوم أو عن مصريين اليوم ... هل حقا نحن المصريين ( مجبتناش ولادة ولا في زينا ... واحنا اللي دهنا الهوا دوكو )؟؟
لكي نعرف قدر أنفسنا وحجم تضارباتنا العقلية اليوم قبل أن نتحدث كأننا أتينا بما لم يؤتى علينا أن نرى ماذا فعلنا نحن المصريون في العشرة أعوام الماضية فإنتهاءا بجائزة نوبل التي حصل عليها العالم الأمريكي ( المصري الأصل ) أحمد زويل لم نرى شيئا يستحق حصلت عليه مصر كدولة بها 85 مليون نسمة
سوى أننا نهلل ونكبر لإنجازات رياضيه لا يستفيد منها الشعب في شيء سوى أن يزداد فقرا ... يفوز المنتخب بكاس الامم الافريقية فيحصل اللاعبين على أرقام مليونية المسمى كجائزة لهم بينما لا يحصل الشعب إلا على نبحة صوته وهو يجلس أمام المباراة ويصرخ ( شووت بقى يحرق ....)
ولم نرى تقدما في قطاعا اقتصاديا واحدا سوى تقدم الأسعار إلى الأمام
والمجتمع ... حدث ولا حرج فقد أصبح المجتمع المصري من المجتمعات الغير متوازنه ثقافيا أو اجتماعيا ... وتحول التفكير الاجتماعي والثقافي للمجتمع دوما إلى نظرية المؤامرة
غير أن المجتمع المصري دوليا أصبح مجتمعا غير مرغوب فيه ودعونا من فكرة ( عشان نضفناهم وعلمناهم ) فنحن (منضفناش حد ) لوجه الله تعالى هذا لو كنا فعلنا ذلك فعلا كما أن من ساعد في بناء وتطوير أي مجتمع عربي هو ليس نحن مصريون اليوم
فمن فعلوا ذلك فعلوه بناءا على دوافع وعقائد وأفكار تخص وقتهم هم ولا يجوز ان ننسب الفضل لأنفسنا اليوم ونحن لم نفعل شيء بل نحن نسعى دوما لأن نشوه صورتنا بأساليبنا الملتوية التي تندرج تحت بند الفهلوة المصرية يوما بعد يوم
كل هذا يرجعه كثير من الاشخاص إلى زيادة حجم السكان ( شماعة التضخم السكاني) فهذه الحجة لا تعد حجة مقنعة بكل المقاييس فبعقد مقارنة بسيطة جدا جدا بين مصر والصين نجد التالي
الصين كتعداد سكاني أكبر من مصر بمقدار 15 ونصف مرة اي أن تعداد سكان الصين يساوي تعداد مصر 15 مرة بينما المساحة الكلية للصين اكبر من مساحة مصر بمقدار 9 مرات فقط اي أن مساحة الصين تساوي مساحة مصر 9 مرات فقط
الصين تحولت إلى جمهورية في عام 1949 أي قبل مصر بثلاثة أعوام فقط بينما المسافة الفاصلة بين مصر والصين اليوم تقدر ب 50 سنة ضوئية هذا مع النظر بعين الرحمة للشعب المصري الغلبان
منذ أن قامت الثورة الشيوعية في الصين لم يحدث وأن تغير فكر الصينين سوى فقط في عمليات الانفتاح الاقتصادي عام 1978 بل مستمرين على خطى الشيوعيه (المتخلفة) ولكنهم حولوا هذا الفكر إلى فكر ناجح بستشهد به حتى يومنا هذا رغم انهيار دولة الرعاه الرسميين للشيوعيه
بينما المصريون يمر عليهم كل اسبوع فكر جديد (طحن) فتبدأ بالشيوعيه او القناع المغلف لها الاشتراكية ثم الراسمالية ثم الرأسماليه العمياء ثم نظام الاقتصاد الحلمنتيشي ( اللي ماشي ببركة دعا الوالدين )
الصينيون رغم أنها دولة ذات تاريخ عريق مثل تاريخ الفراعنة فلم نر صيني يقول (جدي اللي بنا السور) بينما نحن ليل نهار نغني ( احنا اللي بنينا الاهرامات) ويبدوا أننا لم نبني سواها رغم أن كلمة ( احنا ) تعنى أبناء هذا الجيل الذين لا يستطيعون بناء أكتر من عمارة 10 أدوار منهم 5 أدوار مخالفة لتنهار على رأس سكانها
وحتى لا نتطرق إلى مقارنة أكبر تصيب كل من يقرأ باليأس والإحباط وخيبة الامل (اللي راكبه جمل) سنتوقف عن المقارنة مؤقتا
ونعود للشعب المصري أساس المشكلة في ( خيبة الأمل اللي راكبة جمل ) الذي لا يعترف إطلاقا بما أصابه من عطب إجتماعي قوي
بل يستمر ليل نهار في السخرية من كل ما يحيط به من دول العالم الآخر على اعتقاد أنه أفضل منهم وأنه هو المصري وكأنه سيدخل الجنة لمجرد أنه مصري .
فتجد مثلا مصري يسخر من رئيس دوله كرئيس الجماهيريه العظمى ويدعي أنه رجل مصاب بخلل عقلي وأن بلاده منهاره وهذا يدل على الجهل التام
فمعدل التنميه في ليبيا وصل لرقم 7.9% بينما هو في مصر 5.8% رغم أن ليبيا كدولة تعتمد في غذائها على الواردات وهي دولة مستوردة حتى للأيدي العاملة في مجالات عديدة ليس لنقص الخبرة لديها بل لنقص التعداد اللازم لهذه المجالات ورغم ذلك فمعدل التنمية لديها أعلى من مصر
وعندما أطل اعلامنا على السودان في الفترة الأخيره لم نجد إعلاما يتحدث بمصداقية بل تحدث بكامل عنجهية
معدل التنمية في السودان 7.5% أي أنه أعلى من معدل التنمية في مصر رغم كل ما فيه من مشاكل سياسية وأبسط دليل أن الجنيه السوداني يوازي 2.5 من نظيره المصري ( وكلامي هنا مكرر)
ولكن المصري بكى بكاء النساء في حادث عبارة السلام ولم يسخر من حكامه ولم يقوى على المطالبة بحقه
والمصري لم يطالب بأي شيء حين اختفى من بين يديه سلعته الاساسيه الخبز
المصري ظل مكتوف الأيدي عندما انهارت صخرة الدويقة وقتلت من قتلتهم
المصري رضي بأكياس الدم الملوثة ولم يحرك ساكن
المصري أكل القمح الفاسد وقال (اديني كمان)
المصري يقرأ بمعدل نصف كتاب في العام
المصري الذي يفهم في الميكانيكا والنقاشة والطب والطبيخ والغسيل والنجاره نسبة العاطلين في بلاده 12% هذا غير البطالة المقنعة
المصري يوهم نفسه أن امريكا نفسها بها بطالة ... بينما نسبة البطالة في الولايات المتحده لا تتعدى 5.8% وهي تسمى بطالة اجبارية وتستعين بها الحكومة في أوقات معينة
هذا هو المصري اليوم ليس له حول ولا قوة ولا يعرف سوى التحرش والمخدرات وقناة ميلودي والحديث عن الكرة والجنس
المصري اليوم هو أسوء نسخة من المصريين ظهرت على مر العصور ... فهو خانع خاضع قانع بالذل لا يحرك ساكن
ثم يبدأ بعد ذلك بقول انا مصري ... انت مين ؟؟؟
لو ظلمت الحكومة المصرية الشعب المصري قيراط ... فالشعب المصري يظلم نفسه كل يوم 24 قيراط
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم