الخميس، 3 يونيو 2010

سنة تانيه تدوين - الشهيد ميكي ماوس


في الليلة التي أصل فيها لعامين كاملين من التدوين لم أجد أن الاحتفال بمثل هذه المناسبة قد يكون مرضيا لي أو لغيري بل أشعر أنني حتى لو ذكرت أنه من حقي أن ابتسم رضاءا بأني لازلت مستمرا في التدوين لعامين متتاليين أكون قد أصبحت معتوها بين أشخاص من الله عليهم بالعقل فضاقت صدورهم بما يروا ويسمعون اليوم

كنت دوما انا و أبي - أطال الله لنا في عمره - قديما ما ادخل معه في نقاش دائم ومستمر حول الأولويات في حياة الانسان وكنت دوما اجادل اجادل لأثبت صحة حديثي وكانت أولوياتي دوما مختلفة وبعيده عن الدين إلى أن اقتنعت يوما بكلام أبي وأن الأولويه المطلقه لما أمرنا الله به وم خلقنا من أجله وهو العبادة ... وكل ما يكون خارج نطاق العبادة واعمار الارض و ماليس لوجه الله فهو هباء منثورا

واقتنعت تماما بهذا الكلام وبكل ما يدعمه من قرآن وسنة وكنت أظن انني الوحيد في هذه الدنيا الذي كان يوما شارد العقل يخالف هذا الكلام ولكن ومع تفشي مرض الانترنت والذي اصبح بين يدي كل من هب ودب وكل مغفل وعاقل وسطحي وملحد ومتدين ومتشدد وعبيط وسفيه رأيت مالا يخطر ببال ( وعلى راي المثل شيء لا يسدكه عكل )

فبينما اكتب الان كان قبلها بساعات قليله حرب دائره على احدى صفحات الفيس بوك حول عمرو موسى والذي مات منتحرا بشنق نفسه من فوق كوبري قصر النيل لانه لا يستطيع الحياة بدون من احب فقد حوله بعض الناس إلى شهيد وأطلقوا عليه شهيد الحب

وكان أول رد لي قبل أن اسمع بقصة شهيد الحب تلك ( يبعث المرء على ما مات عليه ... هيبعث وهو منتحر عشان مش قادر يعيش الدنيا من غيرها ... لا حول ولا قوة الا بالله ... الواحد مبيسمعش في البلد دي عن واحد مات في سبيل الله ... بنسمع بس عن اللي مات في سبيل النسوان )

وإذا بمن تهاجم وتتهم بأني حكمت عليه بالكفر وأنني من متحجري العقول بينما هو من وجهة نظرها شهيد الحب وشهيد الظروف وأن هذا الشاب قد منحها أمل في الحياة لان هناك من لا يزال يموت من أجل الحب وبدأت في حوار وكانني أحادث نزار قباني وهو يدافع عن ابياته ياولدي قد مات شهيدا من مات فداءا للمحبوب

وتحول المنتحر في نظر وعين الناس إلى شهيد بينما الله سبحانه وتعالى في سورة النساء ينهانا عن قتل انفسنا فهو بنا رحيما ويخلق مع قضاءه رحمة بل ويتوعد من يفعل ذلك عدوانا وظلما بأن يصليه نارا

انا لا أكفر ذلك الشخص فهو بين يدي الله سبحانه وتعالى ولكن لا يصل بنا الأمر أن نسميه شهيدا

هل ذلك الرجل مثل من استشهدوا على سفينة اسطول الحرية وهم يحاولون أن يصلوا بالغذاء والدواء لمسلمون محاصرون منذ 4 اعوام

هل ذلك الرجل يمكن مقارنته بمن استشهدوا في سبيل الله في حرب 73 او ما قبلها من حروب

هل أصبح ذلك الرجل مثله مثل من استشهدوا في الفتوحات الاسلاميه مثل فتح الاندلس ؟؟؟

اذا كان هذا الرجل شهيدا فنلصنع له تمثالا وميدان يوازي ميدان مصطفى كامل او ميدان عبد المنعم رياض ونسميه ميدان العشق والهوى ونشغل فيه اغنية الهوى هوايا طوال اليوم

ليس هو فقط بل ايضا يصبح ميكي ماوس شهيدا ولنصنع له تمثالا في حديقة الطفل لانه مات وهو يحارب دنجل الشرير من اجل طفولة غير مشردة

واهو كله كلام