الخميس، 31 ديسمبر 2009

خيبة الأمل اللي راكبه جمل 2





لم أشأ أن أقوم بالرد على من تفضلوا مشكورين بالرد على كلامي المتواضع في خانة الردود فلربما لا يلتفت اليها كل من علق فأردت أن أعلق في موضوع منفصل حتى يرى كل من علق ردي على كل ما كتب

ونبدأ بالاستاذ أحمد شريف والذي شعرت معه أنه يتحدث عن المدينة الفاضلة فقد بدأ بان مصر كانت محاصرة من البنك الدولي حتى وقت قريب ولا ادري اي حصار هذا هل هو مثل الحصار الاقتصادي الذي ظلت تحته دولة كليبيا حتى عام 2002 او السودان حتى عام 2003 او حصار اقتصادي كماذا

هل هو الحصار الذي اجبرنا على بيع الغاز لاسرائيل ام الذي اجبرنا على اتفاقية الكويز ام هو حصار أجبرنا على صنع جدار فولاذي لمنع دخول الغذاء لأهل غزة ؟؟؟

أم انه حصار كالذي تقع تحت منه غزة ؟؟؟ اي حصار

ثم اعتبرت المقارنة بالصين ظالمه لان الصين لم تقع تحت كل ما وقعت تحته مصر ثم ذكرت انه اذا ذهبنا للصين فلن نجد نظاما افضل من لدينا بل نظامنا افضل ؟؟؟؟!!!!!!!!

هل أنت مقتنع بما تقول ... ان كان النظام ليس أفضل مما لدينا فلماذا لم نصل إلى ما وصلت إليه الصين من حجم الانتاج ... او حتى ما يتناسب مع التعداد ... واذا كان النظام ليس بأفضل فلماذا نلقى اللوم على الظروف التي مررنا بها فأجلت تطور أوضاعنا الاقتصادية والتي جعلت دول كدولة الصين تسبقنا .... اقرأ في تاريخ الصين وسترى حجم المشاكل الاقتصاديه التي عاصرتها الصين قبل عام 1978 وكيف انهار اقتصادها كلية حتى بدأت بالانفتاح الاقتصادي وبدأت تقاوم حالة الركود الاقتصادي لديها ... ولترى لماذا حاربت الصين في كل المحافل الدولية لضم هونج كونج

يا اخي العزيز ان لم نجلد ذاتنا اليوم للخروج مما نحن فيه فمتى سنجلدها ؟؟؟

تحياتي لك ولمرورك

أما الأخ العزيز أحمد رضوان فثقوا أنه يتحدث من نابع بيئته الأصيلة والمتأصله والتي تدعو للاعتزاز بالنفس ولكن ألا ترى معي يا أخي أن من محاسن الامور النظر للسوء فينا وإصلاحه ثم انا هنا اتحدث في امر عام وليس في صفة فردية لنذكر ان كل يرى بعين طبعه

ثم من قال لك أني لا أرمي لهدف ... هل السعي خلف مجتمع عقلاني يفكر وينمو وينتج اليس هذا هدفا ... ان انتمائي فقط هو ما دفعني لأن أتحدث عن المصري اليوم الذي لا يمت بصلة لمصري الأمس فمصري الأمس عندما غلا عليه الخبز خرج في مظاهره وأجبر حكومة كاملة على التراجع عن قرارات رفع الدعم

اما مصري اليوم فأنت وانا نعرفه ضاع وسط دوامات عديده ولا أعرف سر ذكر جملة جميلة بوحريد في الأمر ولكن كل ما أعرفه أن الله سبحانه وتعالى أمرنا ألا نصمت حين نرى سوءا

فالله إذا أراد أن يهلك قرية أمر مترفيها ففسقوا فيها ولماذا يهلك الله تلك القرية .... لأنها صمتت عن الحق فأشاعت الفساد وتركت الفساد يستشري بينهم ........ أولا ترى أن مترفيها يفسدون فيها ؟؟؟

تحياتي لك ولجميلة بوحريد

الاخت norahaty

قوميتنا العربية ليست لها علاقة بفشلنا اطلاقا ان فشلنا مربوط بعقولنا وان كان هناك من ضيع حقوقنا بين العرب قديما فهناك من حافظ علينا ولكن هناك من ضيع حقوقنا وهيبتنا وادميتنا واستسلمنا له

تحياتي لكِ

عصفور طل من الشباك هي ليست مشاعر حمقاء بل هي حماقة شعوب وحماقات الشعب المصري ليست في المباراه فقط فهناك العديد والعديد من الحماقات يمكن ذكرها كقراءة للفترة الاخيرة فقط ... فحماقات الشعب المصري بدات تظهر واضحة جلية بداية من نهاية الثمانينات بعد ان بدات المحرقة الكبرى للشعب المصري

تحياتي لكِ

الاخ الكريم المدونة الاسلامية الذي شرفني بزيارته وأيد كلامي ولذا فأنا فقط قدمت له صورتين ليرى حقيقة ما وصلنا إليه

الاخ mhmdwahab انا لا أؤيد كلامك فقط بل لدي شهود عيان مصريين مقيمين في الخرطوم اقسموا بالله ان كل ما اذيع ما هو الا كذب وافتراء

أي اننا تقريبا قاطعنا دولة وتمخض كل فرد منا وانا منهم بالدفاع عن وطنه بناءا على كذب حكومته

تحياتي لك

صديقي مهندس مصري

هيا بنا نردد شعار الرئيس المنتظر .... توزيع غير عادل للثروة خير من توزيع عادل للبؤس ... هذا تبرير الرئيس المنتظر عن تقارير البنك الدولي

تحياتي

الاخ العزيز شاب فقري

هاكلمك بالبلدي اديني امارة ان البلد دي احسن من غيرها بوضعها الراهن ... وبوضع شعبها الراهن

وسيبك من كلمة انها بقالها 7000 سنة بتتسرق دي لانها ايام الفراعنه مكانتش بتتسرق ... وايام الفتح الاسلامي مكانتش بتتسرق

وايام الملك فؤاد مكانتش بتتسرق .. وايام الملك فاروق نفسه مكانتش بتتسرق وراجع وضع مصر الاقتصادي في الفترات دي وانت تعرف

اديني امارة ان احنا كمصريين النهاردة وباتكلم وااكد على اني باتكلم عن المصري بتاع اخر 30 سنة مش المصري اللي كان قبل كده اديني اماره انه احسن من غيره ... احسن من مين واحسن منه ليه وفي ايه في مستوى التعليم ؟؟ يبقى بنكدب على روحنا لان تعليمنا ولله الامر من قبل ومن بعد طين لا مؤاخذه في اللفظ ... في مستوى الدخل يبقى احنا كدابين ونستاهل الحرق ... في مستوى المعيشة .. دا احنا مبنلاقيش العيش الحاف ... طب احسن من مين في ايه .... الامارات العربية المتحده اللي كانت صحراء لحد سنة 79 كانت مجرد صحراء بقت من افضل دول المنطقة في كل حاجه واهي كدولة معندهاش غير البترول بس ... واحنا عندنا بترول وغاز وثروة بشرية وزراعيه وصناعية وسياحه .. طب بيروحوا فين ... احنا احسن من مين قولي يمكن اصدق ؟؟

تحياتي لك

الاخت ولاء تحياتي لمرورك ونحن فعلا نعام ندفن رؤوسنا في الرمل

شرشر اجدادنا فعلا بنوا الاهرامات بس احنا بنلعب في الطينه

...

الاستاذ العزيز فشكول انا هاعتبر حضرتك شاهد على عصرين ... وشاهد على جيلين من نفس الشعب .... ارجوك قل لهم كيف كان المصري بالامس ... وكيف مصري اليوم .. اما موضوع العجبه فدا فعلا احنا مصورين نفسنا كشعب اسطوري لا يجوز القرب من سيرته الا بكل فخر

فهو الشعب اللي دهن الهوا دوكو وعبا الشمس في قزايز

ليس مصطفى كامل فقط اضف له محمد ثروت صاحب اغنية كل بلاد الدنيا جميلة لكن اجمل من بلدي لا .... وخد لا لحد اخر السطر

تحياتي للجميع

الأحد، 20 ديسمبر 2009

خيبة الأمل اللي راكبة جمل

بعد أحداث عديدة بدأت حملة نظمها مجموعة شباب على الفيس بوك تحمل اسم ( أنا مصري ... انت مين؟؟ ) كنوع من الفخر الكاذب ومحاولة التقليل من شأن من اعتدوا على المصريين في الخرطوم

وبدات الرسالة تصل لي بمعدل 5 مرات في اليوم الواحد من 5 أفراد مختلفين إلى أن وصلت لي بعدد 96 مرة أي أقل من عدد من هم متواجدون لدي بجزء بسيط

والرسالة بالتأكيد يعرفها من يقرأ كل هذا الموضوع فهي تبدأ ب (أنا جائزة نوبل في الادب .. انت مين ؟؟ ) ومضاف عليها نجيب محفوظ

والصور تباعا تباعا مرورا بجمال عبد الناصر والسادات ثم صورة مبارك كقائد حكيم ... انت مين ؟

فبين عشية وضحاها أصبح الرئيس من وجهة نظر 96 فرد داخل قائمة عشوائية مكونة من 103 فرد قائد حكيم بينما لم يكن رأي المصريين كذلك قبلها بأيام وليس هذا محل حديثنا


ولكن هل نحن حقا مصريون اليوم نصنع المعجزات ؟؟؟؟ هل نحن حقا نختلف عن الشعوب الأخرى ومتميزون التميز القاطع

انا لا اتحدث عن الفراعنة فأنا لست أحمس ... ولا أتحدث عن من طاردوا التتار فلا أعرف لي فيهم جدا ولم اكن متواجدا ... ولا أتحدث عن من ذهبوا للجزائر لمناصرة المقاومة فلم تلدني أمي في ذلك الوقت ... ولا أتحدث عن من حاربوا في 73 فلست أنا عمي الذي حارب ضمن من حاربوا

انا أتحدث عن نفسي اليوم أو عن مصريين اليوم ... هل حقا نحن المصريين ( مجبتناش ولادة ولا في زينا ... واحنا اللي دهنا الهوا دوكو )؟؟

لكي نعرف قدر أنفسنا وحجم تضارباتنا العقلية اليوم قبل أن نتحدث كأننا أتينا بما لم يؤتى علينا أن نرى ماذا فعلنا نحن المصريون في العشرة أعوام الماضية فإنتهاءا بجائزة نوبل التي حصل عليها العالم الأمريكي ( المصري الأصل ) أحمد زويل لم نرى شيئا يستحق حصلت عليه مصر كدولة بها 85 مليون نسمة

سوى أننا نهلل ونكبر لإنجازات رياضيه لا يستفيد منها الشعب في شيء سوى أن يزداد فقرا ... يفوز المنتخب بكاس الامم الافريقية فيحصل اللاعبين على أرقام مليونية المسمى كجائزة لهم بينما لا يحصل الشعب إلا على نبحة صوته وهو يجلس أمام المباراة ويصرخ ( شووت بقى يحرق ....)

ولم نرى تقدما في قطاعا اقتصاديا واحدا سوى تقدم الأسعار إلى الأمام

والمجتمع ... حدث ولا حرج فقد أصبح المجتمع المصري من المجتمعات الغير متوازنه ثقافيا أو اجتماعيا ... وتحول التفكير الاجتماعي والثقافي للمجتمع دوما إلى نظرية المؤامرة

غير أن المجتمع المصري دوليا أصبح مجتمعا غير مرغوب فيه ودعونا من فكرة ( عشان نضفناهم وعلمناهم ) فنحن (منضفناش حد ) لوجه الله تعالى هذا لو كنا فعلنا ذلك فعلا كما أن من ساعد في بناء وتطوير أي مجتمع عربي هو ليس نحن مصريون اليوم

فمن فعلوا ذلك فعلوه بناءا على دوافع وعقائد وأفكار تخص وقتهم هم ولا يجوز ان ننسب الفضل لأنفسنا اليوم ونحن لم نفعل شيء بل نحن نسعى دوما لأن نشوه صورتنا بأساليبنا الملتوية التي تندرج تحت بند الفهلوة المصرية يوما بعد يوم

كل هذا يرجعه كثير من الاشخاص إلى زيادة حجم السكان ( شماعة التضخم السكاني) فهذه الحجة لا تعد حجة مقنعة بكل المقاييس فبعقد مقارنة بسيطة جدا جدا بين مصر والصين نجد التالي

الصين كتعداد سكاني أكبر من مصر بمقدار 15 ونصف مرة اي أن تعداد سكان الصين يساوي تعداد مصر 15 مرة بينما المساحة الكلية للصين اكبر من مساحة مصر بمقدار 9 مرات فقط اي أن مساحة الصين تساوي مساحة مصر 9 مرات فقط

الصين تحولت إلى جمهورية في عام 1949 أي قبل مصر بثلاثة أعوام فقط بينما المسافة الفاصلة بين مصر والصين اليوم تقدر ب 50 سنة ضوئية هذا مع النظر بعين الرحمة للشعب المصري الغلبان

منذ أن قامت الثورة الشيوعية في الصين لم يحدث وأن تغير فكر الصينين سوى فقط في عمليات الانفتاح الاقتصادي عام 1978 بل مستمرين على خطى الشيوعيه (المتخلفة) ولكنهم حولوا هذا الفكر إلى فكر ناجح بستشهد به حتى يومنا هذا رغم انهيار دولة الرعاه الرسميين للشيوعيه

بينما المصريون يمر عليهم كل اسبوع فكر جديد (طحن) فتبدأ بالشيوعيه او القناع المغلف لها الاشتراكية ثم الراسمالية ثم الرأسماليه العمياء ثم نظام الاقتصاد الحلمنتيشي ( اللي ماشي ببركة دعا الوالدين )

الصينيون رغم أنها دولة ذات تاريخ عريق مثل تاريخ الفراعنة فلم نر صيني يقول (جدي اللي بنا السور) بينما نحن ليل نهار نغني ( احنا اللي بنينا الاهرامات) ويبدوا أننا لم نبني سواها رغم أن كلمة ( احنا ) تعنى أبناء هذا الجيل الذين لا يستطيعون بناء أكتر من عمارة 10 أدوار منهم 5 أدوار مخالفة لتنهار على رأس سكانها

وحتى لا نتطرق إلى مقارنة أكبر تصيب كل من يقرأ باليأس والإحباط وخيبة الامل (اللي راكبه جمل) سنتوقف عن المقارنة مؤقتا

ونعود للشعب المصري أساس المشكلة في ( خيبة الأمل اللي راكبة جمل ) الذي لا يعترف إطلاقا بما أصابه من عطب إجتماعي قوي

بل يستمر ليل نهار في السخرية من كل ما يحيط به من دول العالم الآخر على اعتقاد أنه أفضل منهم وأنه هو المصري وكأنه سيدخل الجنة لمجرد أنه مصري .

فتجد مثلا مصري يسخر من رئيس دوله كرئيس الجماهيريه العظمى ويدعي أنه رجل مصاب بخلل عقلي وأن بلاده منهاره وهذا يدل على الجهل التام

فمعدل التنميه في ليبيا وصل لرقم 7.9% بينما هو في مصر 5.8% رغم أن ليبيا كدولة تعتمد في غذائها على الواردات وهي دولة مستوردة حتى للأيدي العاملة في مجالات عديدة ليس لنقص الخبرة لديها بل لنقص التعداد اللازم لهذه المجالات ورغم ذلك فمعدل التنمية لديها أعلى من مصر

وعندما أطل اعلامنا على السودان في الفترة الأخيره لم نجد إعلاما يتحدث بمصداقية بل تحدث بكامل عنجهية

معدل التنمية في السودان 7.5% أي أنه أعلى من معدل التنمية في مصر رغم كل ما فيه من مشاكل سياسية وأبسط دليل أن الجنيه السوداني يوازي 2.5 من نظيره المصري ( وكلامي هنا مكرر)

ولكن المصري بكى بكاء النساء في حادث عبارة السلام ولم يسخر من حكامه ولم يقوى على المطالبة بحقه

والمصري لم يطالب بأي شيء حين اختفى من بين يديه سلعته الاساسيه الخبز

المصري ظل مكتوف الأيدي عندما انهارت صخرة الدويقة وقتلت من قتلتهم

المصري رضي بأكياس الدم الملوثة ولم يحرك ساكن

المصري أكل القمح الفاسد وقال (اديني كمان)

المصري يقرأ بمعدل نصف كتاب في العام

المصري الذي يفهم في الميكانيكا والنقاشة والطب والطبيخ والغسيل والنجاره نسبة العاطلين في بلاده 12% هذا غير البطالة المقنعة

المصري يوهم نفسه أن امريكا نفسها بها بطالة ... بينما نسبة البطالة في الولايات المتحده لا تتعدى 5.8% وهي تسمى بطالة اجبارية وتستعين بها الحكومة في أوقات معينة

هذا هو المصري اليوم ليس له حول ولا قوة ولا يعرف سوى التحرش والمخدرات وقناة ميلودي والحديث عن الكرة والجنس

المصري اليوم هو أسوء نسخة من المصريين ظهرت على مر العصور ... فهو خانع خاضع قانع بالذل لا يحرك ساكن

ثم يبدأ بعد ذلك بقول انا مصري ... انت مين ؟؟؟

لو ظلمت الحكومة المصرية الشعب المصري قيراط ... فالشعب المصري يظلم نفسه كل يوم 24 قيراط

إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

الاثنين، 14 ديسمبر 2009

حياه أخرى أجمل (قصة)


عندما تتوه خطوات الإنسان بين كل الدروب .. وحدها هي لحظات الأمل والحلم التي تصنع له احساسا بالنشوه مثلما يفعل تماما مخدر الأفيون في عقل الانسان

بين لحظات الأمل وعذابات الألم تتوه خطواته وتتعثر في الطريق فلا يعرف أين يمضي ولا كيف أتى لتلك النقطة فكل ما مضى يمر أمام عينيه كحلم ثقيل طويل رغم أنه مر بسرعة خاطفه وهو يجلس خلف شاشة لا تتغير أبعادها في أعين كل المحيطين به ولكنها أمام عينيه العالم بأثره فبها كل من يعرفهم ... ومن لا يعرفهم

يتهمونه بالجنون أحيانا ويسمع عبارات تنطلق من أفواههم ككرة عنتر يحي التي لم يتمكن الحضري من التصدي لها ولكنه استبدل الحضري من عقله وبنى بدلا منه حائطا من الرصاص يمنع مرور العبارات المقذوفه إلى مرمى عقله بل ولا ينتبه احيانا لما يقولون رغم أن جل أحاديثهم موجه إليه

ربما من المستحيل أن تحيا منفردا في هذا العالم ولكن من المؤكد أنه يمكنك أن تنفرد بذاتك إلى حد التوحد مع نفسك ونسيان كل ما يحيط بك ليس لأنك تكرههم ولكن لأن كثير من الأمور تحتاج أن تتخذ فيها قرار ... وقد طال صمته ولم يصل إلى قرار

هناك دوما من ينتظر منه قرارا وهذا ما يؤرق عقله فهي تنتظر منه أن يقرر مصير حياة كاملة في لحظات أو ايام بينما تحفظاته قد ازدادت في فترات وجيزه

اختيار حبيبه قد يختلف تماما عن اختيار زوجة فكلا الاختيارين مرير وأمر منهما ان تقرر الانفصال عن من تحب حتى وان رأيت كل ما هو يشير إلى عدم امكانية اتمام العلاقة

ربما لم يدرك ذلك حينما أعلن انه أحبها ... أو لم يدرك ذلك عندما همس أنه يريد أن يكمل عمره معها ... أو ربما أدرك بعد فوات الأوان

بالتأكيد لم يخدعها ولم يحاول هي أعترفت بذلك .. ولكنها لم تعترف بعد بأنها هي من وضعته في توحده ولكنها تنتظر قرار

ولن تجد قرار .. لأنه أصبح عاجزا على اتخاذ قرار

(2)

(يتورط الإنسان في كثيرين ... ويتورط فيه كثيرون لتبدأ متاهه تحتاج لخريطة أو لمعجزة للخروج منها )

أتت هذه العبارة في وقتها تماما ربما كانت كعلامة أو اشارة له بأن الأمر معقد وان علاقته بها ليست كاي علاقة فهي حقا تختلف عن الأخريات

وهي حقا لن تصلح له في يوم من الأيام لأمور تتعلق بها

وهي أيضا لا تنتظر قرار ... لأنها لم تصرح بأنها تريده ولكنها تعشق فرارها منه ... وتعاود الاقتراب كلما وجدته قرر العدول عن ملاحقتها ... لم يعدل ابدا عن اللحاق بها ولكنه ربما لا يعرف كيف يصل إليها

يلعب بعقله حلقات دخان سيجارته ... وهي راقدة بجواره ... السيجارة ... فقد اعتاد ألا يرقد بجواره أحد ... يتركها يتجول بعيدا يقف أمام شاشة أخرى لا تختلف كثيرا عن الأولى إلا في عدم قدرته في التحكم في سريان أمورها

يتركها ... يعود لشاشته الأولى ... يذهب لفراشه ... يرقد ... ينتفض من رقدته

أيام تلو أيام ... ولا يذكر متى استقر خلف الشاشه .. او متى تركها

ولكنها تسكن خلف شاشته فيعود ليجدها تنتظره هي قالت له أنها ستنتظره ... هل هناك من تنتظر حقا ؟؟؟

هل تنتظره هو حقا ؟؟

هل هناك ما ينتظره ؟؟

نعم الفراش ينتظره فعليه أن يذهب إلى هناك فهناك دوما حياه أخرى أجمل

ملحوظة : الجملة بين الأقواس من كتاب عمر طاهر ( جر ناعم )