ما يحكمش

من فترة ليست بالقصيرة بدأ العديد من النساء حالة من الفرح بأن تعدادهم بدا يتزايد الامر اللذي أعطاهم شعور بأن ربنا أكرمهم وان زمن النساء قادم لا محالة وأن الرجل ذلك الوحش الكاسر عديم القلب قد ولى عهده وحان وقت عصر النساء للإنتقام وصراحة سيصبح عصرهم عصر ذو رائحة اجمل من روايح جنينة الازبكية ساعة العصاري وسيطير قلب الرجل من الفرحه حين يهم بركوب اي ومواصلة عامة فسيشعر أنه هارون الرشيد في زمانه فمع بداية ركوبه ستهل عليه نسائم من ماركة كريستيان ديور مخلوط بشانيل وينافسهم فيرست وايفسان لورا أو جوتشي

ولكن كلما حاولت أن أتخيل ماهي الكلمة التي يمكن أن نوجهها لعصر النساء لم أجد إلا كلمة واحده ... مايحكمش

فمع ازدياد النساء وبداية انقراض مخلوق الرجل سيصبح أمر معتاد جدا أن نجد دعوى تحرش قام برفعها كريم على المدعوة سنية الحرشة والتي لم تراعي حياء ذلك الشاب المسكين وهو يسير في احد شوارع وسط المدينة

او نجد احد الشباب في وهو واقفا في إحدى المواصلات العامة وإذ فجأة يستدير للفتاة التي تقف خلفه ويرفع يده في الهواء ليصفعها وهو يصرخ والدموع في عينه ( يا قليلة الادب ) وتجد مجموع النساء قد حاوطوا ذلك الرجل يحاولون تهدئته وهناك من قد تتملكها الشهامة فتقف وتطلب من الشاب أن يجلس بدلا من أن يكون عرضة للذئبات البشرية

وقد نجد إعلان كبير في إحدى الجرائد القومية لشركة تديرها احدى سيدات الاعمال من عينة حميده عز وهي تطلب سكرتير حسن المظهر وخبرة 5 سنوات في أعمال السكرتاريه

بل وسيصبح هناك شركات تتفاخر بأن كل من بها من موظفين رجال

ونجد عربات الفول مكتوب عليها ام سعاد والفول للعباد ... او عربة كشري مكتوب عليها بوسي بتقولكم العبوا على ادكم

عندما يأتي عصر النساء فلن يحمل رجل هم شبكه ولا هم مهر ولا هم شقة زوجية ولا هم عفش ... فالنساء ستتكفل بكل هذا

وربما يصل الامر لان نجد سوسن وهي في صالون منزل عمرو وهي تجلس مع والده لتقول له

عمي انا يشرفني اني اطلب ايد الاستاذ عمرو ابنك ... فما يكون من الأب إلا أن يقول لها ... بس عمرو متجوز اتنين يابنتي ... وماله يا عمي الشرع محلل لعمرو 4 وانا هاهنيه واسعده ومش هاخليه محتاج اي حاجه ... ومش عايزاه غير بشنطة هدومه وانا متكفلة بكل شيء

فما يكون من أبو عمرو إلا أن يقول ... بصراحه يا بنتي لازم اسأله الاول وحينما يتوجه لعمرو ليسأله يجد عمرو مطاطئ رأسه في الارض ليقول له إلي تشوفه يا بابا

وأهو كله كلام