الاثنين، 14 ديسمبر 2009

حياه أخرى أجمل (قصة)


عندما تتوه خطوات الإنسان بين كل الدروب .. وحدها هي لحظات الأمل والحلم التي تصنع له احساسا بالنشوه مثلما يفعل تماما مخدر الأفيون في عقل الانسان

بين لحظات الأمل وعذابات الألم تتوه خطواته وتتعثر في الطريق فلا يعرف أين يمضي ولا كيف أتى لتلك النقطة فكل ما مضى يمر أمام عينيه كحلم ثقيل طويل رغم أنه مر بسرعة خاطفه وهو يجلس خلف شاشة لا تتغير أبعادها في أعين كل المحيطين به ولكنها أمام عينيه العالم بأثره فبها كل من يعرفهم ... ومن لا يعرفهم

يتهمونه بالجنون أحيانا ويسمع عبارات تنطلق من أفواههم ككرة عنتر يحي التي لم يتمكن الحضري من التصدي لها ولكنه استبدل الحضري من عقله وبنى بدلا منه حائطا من الرصاص يمنع مرور العبارات المقذوفه إلى مرمى عقله بل ولا ينتبه احيانا لما يقولون رغم أن جل أحاديثهم موجه إليه

ربما من المستحيل أن تحيا منفردا في هذا العالم ولكن من المؤكد أنه يمكنك أن تنفرد بذاتك إلى حد التوحد مع نفسك ونسيان كل ما يحيط بك ليس لأنك تكرههم ولكن لأن كثير من الأمور تحتاج أن تتخذ فيها قرار ... وقد طال صمته ولم يصل إلى قرار

هناك دوما من ينتظر منه قرارا وهذا ما يؤرق عقله فهي تنتظر منه أن يقرر مصير حياة كاملة في لحظات أو ايام بينما تحفظاته قد ازدادت في فترات وجيزه

اختيار حبيبه قد يختلف تماما عن اختيار زوجة فكلا الاختيارين مرير وأمر منهما ان تقرر الانفصال عن من تحب حتى وان رأيت كل ما هو يشير إلى عدم امكانية اتمام العلاقة

ربما لم يدرك ذلك حينما أعلن انه أحبها ... أو لم يدرك ذلك عندما همس أنه يريد أن يكمل عمره معها ... أو ربما أدرك بعد فوات الأوان

بالتأكيد لم يخدعها ولم يحاول هي أعترفت بذلك .. ولكنها لم تعترف بعد بأنها هي من وضعته في توحده ولكنها تنتظر قرار

ولن تجد قرار .. لأنه أصبح عاجزا على اتخاذ قرار

(2)

(يتورط الإنسان في كثيرين ... ويتورط فيه كثيرون لتبدأ متاهه تحتاج لخريطة أو لمعجزة للخروج منها )

أتت هذه العبارة في وقتها تماما ربما كانت كعلامة أو اشارة له بأن الأمر معقد وان علاقته بها ليست كاي علاقة فهي حقا تختلف عن الأخريات

وهي حقا لن تصلح له في يوم من الأيام لأمور تتعلق بها

وهي أيضا لا تنتظر قرار ... لأنها لم تصرح بأنها تريده ولكنها تعشق فرارها منه ... وتعاود الاقتراب كلما وجدته قرر العدول عن ملاحقتها ... لم يعدل ابدا عن اللحاق بها ولكنه ربما لا يعرف كيف يصل إليها

يلعب بعقله حلقات دخان سيجارته ... وهي راقدة بجواره ... السيجارة ... فقد اعتاد ألا يرقد بجواره أحد ... يتركها يتجول بعيدا يقف أمام شاشة أخرى لا تختلف كثيرا عن الأولى إلا في عدم قدرته في التحكم في سريان أمورها

يتركها ... يعود لشاشته الأولى ... يذهب لفراشه ... يرقد ... ينتفض من رقدته

أيام تلو أيام ... ولا يذكر متى استقر خلف الشاشه .. او متى تركها

ولكنها تسكن خلف شاشته فيعود ليجدها تنتظره هي قالت له أنها ستنتظره ... هل هناك من تنتظر حقا ؟؟؟

هل تنتظره هو حقا ؟؟

هل هناك ما ينتظره ؟؟

نعم الفراش ينتظره فعليه أن يذهب إلى هناك فهناك دوما حياه أخرى أجمل

ملحوظة : الجملة بين الأقواس من كتاب عمر طاهر ( جر ناعم )

هناك 13 تعليقًا:

صبرني يارب يقول...

اولا حلوه الميوزك اوي

ثانيا ايه الكلام الكبير ده

اتخاذ القرار صعب لكن بمجرد ان تصل لقرار ده بيريح اوي بيعمل استقرار نفسي

شويه احنا عندنا ليونه فى اتخاذ القرار

اخد قرار انها ما تنفعلوش وفى نفس الوقت بيروح يطالع الشاشه يشوف مستنياه ولا لا

مافيش قرار قاطع يعنى

ما باسامحش اي طرف فى اي علاقه صداقه او حب او جواز الى يقول بكل بساطه اصل اكتشفت انك مناسب ليا او ان علاقتنا مش هاتنجح

الحكايه مش لعبه ولازم وهو بيقرر الدخول فى علاقه يكون عنده اهتمام بالطرف التاني ومشاعره وحياته برضه


تحياتي لك

أحمد عاطف يقول...

صبرني منورة المدونة عندي والله

على فكرة دي مش مذكرات شخصية اطلاقا دي قصة

تاني حاجه ما قبل السطر الأحمر دي واحده وما بعد السطر الأحمر دي شخصية تانيه

وفي الاول في الاخر هي مجرد قصة

Rado يقول...

انا حقيقى مش منفعل بالموضوع لكن منفعل بما يستاثر به الاستاذ احمد عاطف من جميل الجمل ومحاسن الالفاظ والتى يشدو بها وكان قلمه اجمل كروان على وجه البسيطة تحياتى لاخى وصديقى العزيز عاطف
اخوك رادو

سمسم/سما يقول...

السلام عليكم
بصراحة بصراحة
انا مفهمتش كتير
وجيت اعلق هنا لقيتك كاتب ان الي قبل السطر الحمر وحده والي بعدو وحده تانية
فرجعت تاني قلت يمكن افهم
المهم
الحكاية التانية مفهومة شوية ووواعية وعادي
ممكن نتعرف بحد ويطلع مش مناسب
اما الاولى مفهمتهاش
وتحياتي ليك

محمد فؤاد (صاحب عمود النور) يقول...

احمد عاطف احسنت فى اختيار الموضوع والصورة بجد حلوة القصة واسلوبك يميز بالسلاسة وعدم التعقيد ..
هستنى منك قصص تانية

blue-wave يقول...

صراع الأمل والألم
هو الصراع الأبدى
ولولاهما ما اصبح لحياتنا معنى
تحياتى فى اول زيارة

ghada يقول...

ازيك يااحمد
قصة فعلا جميلة وفيها كتير من الواقع واسئلتك فى القصة جميلة
هل هى فعلا تنتظره؟؟
هل يوجد فعلا من ينتظره؟؟
كتيرا منا اعتقد يراوده نفس الاسئلة قصة جميلة واسلوبك رائع
دمت بخير وباحسن حال دائما
تحياتى لك

Tamer Nabil Moussa يقول...

قصة اكثر من رائعة

وعجبنى اوى الاسئلة اللى فيها اعطت للقصة شكل وطعم اخر مختلف

تسلم عليها

ومبسوط بزيارتك اللى عرفتنى بالمدونة الجميلة دى


ربنا يوفقك ويكرمك

مع خالص تحياتى

غير معرف يقول...

احساس مرهف
بتقول هى مش مذكرات شخصية بس انا حساها حقيقية لدقة وصفك لها ودقة احساسك بها.
مشاعر الانسان الى يعبر عنها دائما نابعة من اشياء عاشها واحسها فلم ننكر لحظات صدق عبرت عن لحظات حب مضى.

الى الامام يا احمد فانت صاحب قلم مميز حساس رقيق المشاعر

غير معرف يقول...

هو فعلا كله كلام ..

بس بالتأكيد مش كلام فاضي خالص .. :)

عاجباني لغتك واحساسك واسلوبك اووووي ..

ومبسوطه ان انا مريت من هنا ..

بس العالم الاخر جميل بس مينفعش كل حياتنا تكون احلام .. لازم نزل علي أرض الواقع ونخلي الحياه احلي شويه :)

تسلم ايديك :)

تحياتي

Tamer Moghazy يقول...

صباح الخير..
ميوووزك جميلة جدا ده اولا..
ثانيا: انا متابع تعليقاتك في المدونات..يا ترى ليه حاسس انك في مود من الحزن والالم الفترة دي..رغم انك كنت قبل كده نشيط جدا ومتفائل وعندك طموحات واحلام حلوة..؟؟
اتمنى يكون ده مجرد احساس غلط وتييييت جوايا :)
ثالثا: كل سنة وانت طيب (';')

Tamer Moghazy يقول...

أه...نسيت اقول رابعا..
ممكن تخلع النظارة السودا من الصورة..؟
انا باعمل حاجات بالفوتوشوب بيقولوا عليها كويسة..
لو كده ابعت لي الصورة وانا اخلعلك النظارة :)

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرقي الأول لبابك وسعدت به وأظن أن لي عودة من جديد قد تكون دورية له